أعلنت مصلحة الآثار الليبية، عن اكتشاف أثري جديد يعيد تسليط الضوء على الغنى التاريخي الذي تزخر به المنطقة الشرقية من ليبيا، حيث تمكن فريق الباحثين في مراقبة آثار توكرة من العثور على طريق أثرية رومانية تمتد بين مدينتي المرج وطلميثة.
ويمثل هذا الاكتشاف إضافة نوعية إلى سجل المعالم الأثرية الليبية، خاصة أن الطريق المكتشفة تمر جنوب المدينة الأثرية بتوليمايس (طلميثة)، إحدى أهم المدن في إقليم ليبيا القديمة خلال الحضارة الهيلينستية والرومانية حيث يعود تاريخ الطريق بحسب التقديرات الأولية إلى الحقبة الرومانية.
وأكد بيان المكتب الإعلامي لمصلحة الآثار، أن هذا النجاح جاء نتيجة جهود ميدانية متواصلة لفريق المدينة، الذين يعملون منذ فترة على دراسة المواقع المحيطة بتوكرة وهو ما ساهم في تحديد مسار الطريق المكتشفة وإثبات أهميتها التاريخية.
أهمية الاكتشاف الأثري الجديد
وأعرب عدد من الخبراء والباحثين في مصلحة الآثار عن تقديرهم لهذا الكشف الذي اعتبروه إضافة كبيرة إلى الجهود العلمية الرامية إلى إعادة رسم خريطة الطرق القديمة في ليبيا، خاصة تلك التي استخدمها الرومان في تنظيم إدارة المناطق والمدن وربط مراكز السلطة بالمدن التجارية.
وأشار الخبراء إلى أن الطريق المكتشفة يمكن أن تكون جزءا من شبكة طرق واسعة كانت تربط مدن قورينا، بتوليمايس وتوكرة ببعضها وتمتد نحو واحات الداخل والمرافئ الساحلية، مؤكدين أن أهمية هذا الطريق لا تقتصر على قيمتها التاريخية فقط، بل تمتد إلى مساهمتها في فهم التنظيم الإداري والاقتصادي للمنطقة خلال الحقبة الرومانية.
وأوضح باحثون في المصلحة أن الطريق المكتشفة قد تفتح الباب أمام المزيد من الدراسات الميدانية، خاصة أن مسارها الأولي يشير إلى وجود نقاط توقف ومحطات كانت تستخدم لعربات النقل والجنود والمسافرين ورجحوا أن الطريق تم تشييده وفق النمط الروماني المعروف، باستخدام أساسات حجرية ورصف متماسك وهو ما يتطلب مسحًا معمقًا للكشف عن بقية أجزائها.
واعتبر الباحثون أن هذا الاكتشاف يعزز من مكانة المنطقة الشرقية كأحد أكبر المتاحف المفتوحة في البحر المتوسط، لما تحتويه من مواقع أثرية ممتدة على آلاف السنين، بداية من العصور الإغريقية مرورا بالرومانية والبيزنطية وصولا إلى العهد الإسلامي.
وثمن المكتب الإعلامي لمصلحة الآثار الدور المهم للكوادر الوطنية في مراقبة آثار توكرة، الذين يسهمون بشكل فعال في توثيق وحماية التراث الليبي رغم التحديات الميدانية التي تواجه العمل الأثري في البلاد وأكدت المصلحة أن جهود الباحثين المحليين تعد العمود الفقري لحماية هذا الإرث الحضاري من الاندثار.

