كتب/ فتحي علي
تعد مشكلات الشرج من الحالات الصحية الشائعة التي قد تسبب قلقا كبيرا للمصابين بها خاصة عند النساء بسبب الحساسية المرتبطة بالمكان والأعراض المصاحبة ويؤكد الأطباء أن الوعي المبكر بطبيعة هذه المشكلات يساعد على سرعة التشخيص وتجنب المضاعفات التي قد تنتج عن الإهمال أو الاعتماد على معلومات غير دقيقة.
وتتنوع أمراض الشرج بين حالات بسيطة يمكن التعامل معها بسهولة وأخرى تحتاج إلى تدخل طبي متخصص وفقا لشدة الأعراض ومرحلة تطور الحالة ومن أبرز هذه الحالات البواسير والناسور الشرجي حيث تختلف الأسباب والأعراض وطرق العلاج بينهما رغم تشابه بعض العلامات في المراحل الأولى.
في هذا السياق يزداد البحث حول شكل البواسير الخارجيه عند النساء باعتبارها من أكثر الحالات التي تسبب انزعاجا وألما خاصة في فترات الحمل وبعد الولادة وتظهر البواسير الخارجية على هيئة تورمات أو كتل لحمية صغيرة حول فتحة الشرج وقد تكون مؤلمة أو غير مؤلمة حسب درجة الالتهاب.
وتتغير طبيعة هذه التورمات من سيدة لأخرى حيث قد يكون لونها مائلا إلى الأزرق أو البنفسجي في بعض الحالات نتيجة تجمع الدم داخل الأوردة المتوسعة وغالبا ما يصاحب البواسير الخارجية شعور بالحكة أو الحرقة وأحيانا ألم أثناء الجلوس أو عند التبرز.
ويرجع ظهور البواسير الخارجية عند النساء إلى عدة عوامل من أبرزها الإمساك المزمن والضغط أثناء التبرز والتغيرات الهرمونية وزيادة الضغط على منطقة الحوض كما تلعب العادات الغذائية ونمط الحياة دورا مهما في زيادة احتمالية الإصابة بهذه الحالة.
العلامات المبكرة للناسور الشرجي
من المشكلات الأخرى التي تثير تساؤلات كثيرة بين المرضى هي الناسور الشرجي الذي يعد حالة أكثر تعقيدا مقارنة البواسير ويبحث الكثيرون عن شكل الناسور في بدايته لمعرفة الفارق بينه وبين الالتهابات البسيطة أو الخراجات العارضة.
في المراحل الأولى يظهر الناسور غالبا على هيئة فتحة صغيرة أو نقطة دقيقة قريبة من فتحة الشرج وقد يصاحب هذه الفتحة إفرازات بسيطة أو رطوبة مستمرة في المنطقة مع شعور بعدم الارتياح.
ويلاحظ بعض المرضى وجود ألم خفيف يزداد تدريجيا خاصة عند الجلوس لفترات طويلة أو أثناء التبرز وفي بعض الحالات قد يظهر احمرار أو تورم محدود حول موضع الفتحة دون أعراض شديدة في البداية.
ويشير الأطباء إلى أن الناسور الشرجي يبدأ غالبا نتيجة خراج شرجي لم يتم علاجه بشكل كامل مما يؤدي إلى تكون قناة غير طبيعية بين الجلد والقناة الشرجية ولهذا فإن تجاهل الأعراض المبكرة قد يؤدي إلى تفاقم الحالة وزيادة تعقيد العلاج لاحقا.
الفرق بين البواسير والناسور الشرجي
رغم أن كلا الحالتين تصيبان منطقة الشرج إلا أن هناك فروقا جوهرية بينهما من حيث الشكل والأعراض وطريقة العلاج ويعد فهم طبيعة الناسور الشرجي أمرا ضروريا لتجنب الخلط بينه وبين البواسير أو الشقوق الشرجية.
البواسير عبارة عن توسع في الأوردة وقد تكون داخلية أو خارجية وغالبا ما ترتبط بالإمساك أو الضغط الزائد أما الناسور فهو قناة غير طبيعية تتكون نتيجة التهاب أو خراج سابق وتحتاج في الغالب إلى تدخل جراحي.
وتتميز البواسير بإمكانية تحسنها مع تغيير نمط الحياة واستخدام العلاجات الموضعية في المراحل المبكرة في المقابل لا يختفي الناسور من تلقاء نفسه ويستلزم تقييما طبيا دقيقا وخطة علاج واضحة.
كما تختلف طبيعة الألم بين الحالتين حيث يكون الألم في البواسير متقطعا ويرتبط بالحركة أو التبرز بينما يكون الألم في الناسور أكثر استمرارية وقد يصاحبه إفراز صديدي أو شعور دائم بعدم الراحة.
ويشدد المختصون على أهمية عدم الاعتماد على التشخيص الذاتي عند ظهور أي أعراض غير طبيعية في منطقة الشرج إذ إن التشخيص الخاطئ قد يؤدي إلى تأخير العلاج المناسب وزيادة المضاعفات.
أهمية التشخيص المبكر والعلاج المناسب
يساعد الكشف المبكر عن مشكلات الشرج على اختيار العلاج الأنسب وتقليل فترة التعافي وتتطلب بعض الحالات إجراء فحوصات بسيطة مثل الفحص السريري أو الأشعة لتحديد طبيعة المشكلة بدقة.
ويؤكد الأطباء أن استشارة مختص عند ملاحظة أي تغيرات أو أعراض مستمرة هو الخطوة الأولى نحو العلاج الفعال كما ينصح باتباع نمط حياة صحي يشمل نظاما غذائيا غنيا بالألياف وشرب كميات كافية من الماء.
وتسهم هذه العادات في الوقاية من الإمساك الذي يعد عاملا مشتركا في كثير من مشكلات الشرج كما يساعد الحفاظ على النظافة الشخصية وتجنب الجلوس لفترات طويلة في تقليل فرص الإصابة.
ومع التقدم الطبي أصبحت خيارات العلاج أكثر تنوعا وفاعلية سواء للعلاج التحفظي أو الجراحي ويعتمد اختيار الطريقة المناسبة على حالة المريض ومرحلة المرض وتقييم الطبيب المختص.
وفي الختام يؤكد الخبراء أن التوعية الصحية تمثل خط الدفاع الأول ضد تطور مشكلات الشرج فالفهم الصحيح للأعراض والفرق بين الحالات المختلفة يساعد على اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب وتحقيق الشفاء بأقل مضاعفات ممكنة.

