تنطلق فعاليات معرض بنغازي الدولي للكتاب في دورته الجديدة، اليوم الخميس، وسط أجواء ثقافية وإبداعية مميزة تجمع بين الكلمة والفكر والفن، حيث يفتح المعرض أبوابه أمام الجمهور بمجموعة واسعة من الأنشطة والبرامج التي تستهدف جميع الفئات العمرية وخاصة الأطفال والشباب والمهتمين بالثقافة.
ويعتبر معرض بنغازي الدولي للكتاب أحد أبرز الأحداث الثقافية في ليبيا، إذ يهدف إلى نشر ثقافة القراءة وتشجيع الإبداع الأدبي والفكري وإبراز التنوع الثقافي الليبي الذي يعكس ثراء الهوية الوطنية وتعدد مكوناتها.
ويفتتح اليوم الأول للمعرض ببرنامج مخصص للأطفال، يهدف إلى تعزيز حب القراءة والمعرفة منذ الصغر، من خلال مجموعة من الأنشطة الثقافية والترفيهية التي تجمع بين التعليم والمتعة.
ويتضمن البرنامج عروضا مسرحية تعليمية وتوعوية، إلى جانب فقرة “إبداعات الطفل” التي تتيح للصغار فرصة التعبير عن أفكارهم ومواهبهم في الرسم والكتابة والموسيقى كما تتضمن الأنشطة عروضا تراثية مستوحاة من الثقافة الليبية ومسابقات فكرية وألعابا ترفيهية تهدف إلى تنمية المهارات الذهنية والإبداعية للأطفال.
ومن المقرر أن تقام عروض مرئية وأفلام قصيرة موجهة للأطفال، تركز على قيم التعاون والمواطنة واحترام البيئة، في خطوة تهدف إلى ترسيخ الوعي الثقافي والاجتماعي لدى النشء.
ووفق اللجنة التنظيمية، يأتي هذا البرنامج ضمن الركائز التربوية للمعرض، حيث يتم التركيز على بناء جيل قارئ ومبدع قادر على الإسهام في بناء المجتمع بمفاهيم حديثة تجمع بين الأصالة والانفتاح.
محاضرة ثقافية حول الهوية الليبية
وخلال الفعاليات الفكرية للمعرض، يقدم المركز الليبي للثقافات المحلية محاضرة تحت عنوان: “تنوع يوحد وهوية تجمع” وتركر المحاضرة على إبراز التنوع الثقافي في ليبيا باعتباره مصدر قوة ووحدة، لا عامل انقسام وتسعى إلى تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه المكونات الثقافية المختلفة في الحفاظ على التماسك الوطني وتعزيز المصالحة الشاملة.
ويشارك في المحاضرة نخبة من الباحثين والمفكرين الليبيين، الذين يناقشون قضايا الهوية والانتماء والتعددية الثقافية، مؤكدين أن الهوية الوطنية الليبية تقوم على قيم التعايش والتنوع وأن حماية هذا الإرث الثقافي مسؤولية جماعية.
وسيتم خلال الجلسة عرض تجارب عدد من المبادرات الثقافية التي ساهمت في تعزيز الحوار بين مكونات المجتمع الليبي، إلى جانب مناقشة سبل دعم الثقافة المحلية وتمكين الفاعلين الثقافيين في مختلف المدن والمناطق.
وتهدف هذه الفعالية إلى إعادة الاعتبار لدور الثقافة في بناء الدولة وتعزيز قيم الانفتاح والتسامح، خاصة في ظل المرحلة التي تمر بها ليبيا، والتي تتطلب جهودا وطنية متكاملة لترسيخ السلام والمصالحة.
ويُختتم اليوم الأول من معرض بنغازي الدولي للكتاب بـ أمسية شعرية مميزة بعنوان “أمسية الشعر الفصيح”، يشارك فيها نخبة من أبرز الشعراء الليبيين الذين يمثلون مختلف الأجيال والمدارس الأدبية.
كما يشارك في الأمسية كل من الشاعر جمعة الفاخري، الشاعر أحمد بن وفاء، الشاعر عصام الفرجاني، الشاعرة فاطمة الرقعي، الشاعرة وجدان عياش، الشاعرة عفاف عبد المحسن والشاعر عبد السلام بوحجر وتدير الأمسية الإعلامية فاطمة المجبري التي ستقود اللقاء بأسلوبها المميز في تقديم الشعراء والحوار معهم.
وسوف تتضمن الأمسية قراءات شعرية متنوعة تتناول موضوعات الوطن والإنسان والهوية والحب والسلام، حيث سيحمل الشعراء قصائدهم التي تعبر عن وجدان المجتمع الليبي وتطلعاته نحو الأمل والاستقرار.
ويعتبر معرض بنغازي الدولي للكتاب منصة ثقافية كبرى تجمع بين دور النشر المحلية والعربية والدولية ويشهد هذا العام مشاركة واسعة من الهيئات الثقافية والمكتبات والمؤسسات الأكاديمية التي تعرض أحدث الإصدارات في مجالات الأدب والفكر والعلوم والفنون.
كما يشارك عدد من الكتاب والمؤلفين الليبيين في توقيع كتبهم الجديدة ضمن برنامج توقيعات يومية، يتيح للجمهور فرصة اللقاء المباشر بالمؤلفين والنقاش حول أعمالهم وتشمل فعاليات المعرض أيضا جلسات حوارية حول التحول الرقمي في النشر ودور الثقافة في التنمية ومستقبل القراءة في العصر الحديث، بمشاركة خبراء ومثقفين من داخل ليبيا وخارجها.

