أعلنت شركة جوجل (Google) عن تحديثات جوهرية في خدمة Google Fi، تضيف من خلالها تقنيات جديدة بالذكاء الاصطناعي تهدف إلى تحسين جودة المكالمات الصوتية وتوسيع دعم الرسائل عبر الويب، مما يجعل الخدمة أكثر تطورا وملاءمة لاحتياجات المستخدمين حول العالم.
بحسب التقارير التقنية الأخيرة، دمجت جوجل خوارزميات الذكاء الاصطناعي التوليدي في خدمة Google Fi لتقديم جودة صوت فائقة أثناء المكالمات الصوتية، حتى في الظروف الصعبة مثل ضعف الاتصال أو الضوضاء العالية.
وتستخدم التقنية الجديدة أساليب التعلم الآلي العميق لتحليل البيانات الصوتية في الوقت الفعلي، ثم تعيد بناء الموجات الصوتية لتقليل التشويش وتصفية الضوضاء المحيطة، ما يمنح المستخدمين مكالمات أكثر وضوحًا واستقرارًا مقارنة بأي وقت مضى.
وصرح مهندسو جوجل أن النظام الجديد قادر على التعرّف على مصادر التشويش المختلفة وتمييز صوت المتحدث بدقة متناهية، سواء أثناء المكالمات الصوتية الفردية أو الجماعية، مما يجعل تجربة الاتصال عبر Google Fi أكثر سلاسة واعتمادية.
دعم الرسائل عبر الويب
لم تقتصر التحسينات على جودة الصوت فحسب، بل أعلنت جوجل أيضًا عن تطوير منصة الرسائل في Google Fi لتعمل بشكل متكامل مع الويب، بحيث يمكن للمستخدمين إرسال واستقبال الرسائل عبر الويب من خلال المتصفح مباشرة دون الحاجة إلى الهاتف.
ويأتي هذا التطور استجابة لطلب متزايد من المستخدمين الراغبين في التحكم في الاتصالات من مختلف الأجهزة وخاصة في بيئات العمل عن بُعد.
كما أكدت جوجل أن التحديث الجديد سيعزز الأمان والخصوصية من خلال تشفير الرسائل عبر الويب والمكالمات الصوتية، ليصبح Google Fi منافسًا قويًا لخدمات مثل iMessage وWhatsApp Web في جانب الاتصال عبر الإنترنت.
ومنذ إطلاق Google Fi عام 2015، كانت الخدمة تُعرف بتقديمها اتصالًا ذكيًا يجمع بين الشبكات الخلوية والواي فاي لتوفير تغطية مستمرة وسرعة عالية.
لكن التحديث الأخير يمثل نقلة نوعية، إذ يجمع بين الذكاء الاصطناعي وخبرة جوجل في البنية التحتية السحابية، ما يضع الخدمة على طريق أن تصبح نظام اتصال متكامل يعتمد على الذكاء الصناعي في كل تفاصيله.
ويعتقد خبراء التقنية أن هذا التطور قد يفتح الباب أمام جيل جديد من خدمات الاتصال العالمية التي لا تعتمد فقط على البنية التحتية للشبكات، بل أيضًا على تحليل البيانات والتعلّم الآلي لتوفير تجربة مخصصة لكل مستخدم.
وأكدت جوجل في بيانها أن جميع التحسينات في Google Fi تم تصميمها مع مراعاة خصوصية المستخدمين بشكل كامل فالتقنيات الصوتية الجديدة لا تخزن البيانات الشخصية أو تسجل المحادثات، بل تعمل لحظيًا على معالجة الصوت وتحسينه دون حفظ أي نسخ من المكالمات الصوتية كما يتم تشفير الرسائل بشكل شامل من الطرف إلى الطرف لحماية محتواها من أي اختراق أو تسريب.
مستقبل Google Fi مع الذكاء الاصطناعي
يرى محللون أن تطوير Google Fi بهذه السرعة يؤكد توجه جوجل نحو دمج الذكاء الاصطناعي في كل منتجاتها، من محرك البحث إلى خدمات الاتصال.
وقد تصبح Google Fi منصة رائدة في هذا المجال، خصوصًا إذا تم توسيع الخدمة عالميًا خارج السوق الأمريكية، مع استمرار دعم الأجهزة العاملة بنظام أندرويد.
ومع استمرار التحول نحو الاتصالات الذكية، يبدو أن جوجل تسعى لتقديم تجربة اتصال “تفهم المستخدم” أكثر مما تنفذ الأوامر، بفضل دمج قدرات التحليل الذكي والتفاعل اليومي.
تواصل جوجل ترسيخ مكانتها كشركة رائدة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، ليس فقط في مجالات البحث أو الترجمة، بل أيضًا في صناعة الاتصالات الحديثة.
وتمثل تحديثات Google Fi مثالًا واضحًا على كيفية تحويل الذكاء الاصطناعي من مجرد أداة تحليل إلى عنصر فعلي يعيد تشكيل تجربة المستخدم وبينما تتسابق شركات التقنية الكبرى نحو مستقبل أكثر ذكاءً، تبدو جوجل في موقع متقدم لتقود هذا التحول بثقة وابتكار.
ما هي خدمة Google Fi؟
تُعد Google Fi إحدى خدمات الاتصال الذكية التي أطلقتها شركة جوجل عام 2015 وتعمل على دمج الشبكات الخلوية وشبكات الواي فاي لتوفير تغطية مستقرة وسرعات اتصال عالية للمستخدمين.
تعتمد الخدمة على نظام فريد يقوم تلقائيا بالتبديل بين أكثر من شبكة مثل T-Mobile و US Cellular للحفاظ على أفضل إشارة ممكنة في أي مكان.
وتتميز Google Fi بأنها تقدم باقات مرنة تعتمد على الاستخدام الفعلي للبيانات، إضافة إلى دعم عالمي في أكثر من 200 دولة، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للمسافرين ورواد الأعمال.
كما توفر الخدمة إمكانيات متقدمة مثل الاتصال عبر الواي فاي، وتشفير VPN المدمج، وإدارة الأجهزة المتعددة من خلال واجهة ويب موحدة.
ومع إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في التحديث الأخير، تمضي Google Fi بخطى ثابتة نحو أن تصبح الجيل الجديد من شبكات الاتصال الذكية التي تدمج بين الأمان، الجودة، والذكاء في تجربة واحدة متكاملة.
