بدأت الشركة العامة للكهرباء في ليبيا، تنفيذ أعمال صيانة شاملة للقواعد الخرسانية المتهالكة الخاصة بأبراج خط نقل الطاقة الهوائي المفترق – الإذاعة بجهد 66 كيلوفولت وذلك في منطقة الجبل الأخضر شرق البلاد في إطار جهودها المستمرة لتطوير البنية التحتية الكهربائية وتعزيز كفاءة أداء الشبكة الوطنية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة استراتيجية وضعتها الشركة لتحسين استقرار المنظومة الكهربائية وضمان استمرارية التيار للمواطنين في مختلف المناطق، خاصة تلك التي تشهد ضغطًا متزايدًا على الشبكة خلال فترات الذروة.
وأوضح بيان الشركة، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن الفرق الفنية والهندسية التابعة لإدارة شبكات الجهد المتوسط في الجبل الأخضر باشرت مؤخرا أعمال الكشف الفني والفحص الميداني للقواعد الخرسانية الداعمة للأبراج، بهدف تقييم حالتها وتحديد المعالجات الإنشائية المناسبة وفق المواصفات الفنية المعتمدة لدى الشركة العامة للكهرباء.
وأضافت: تم تحديد 10 قواعد خرسانية من أصل 32 قاعدة مستهدفة لتنفيذ المرحلة الأولى من الصيانة، في إطار خطة متكاملة تشمل كافة الأبراج الواقعة على مسار خط المفترق – الإذاعة، الذي يعد أحد أهم خطوط نقل الطاقة الحيوية في المنطقة الشرقية.
الشركة العامة للكهرباء: صيانة ميدانية وفق معايير هندسية
تشرف الشركة على تنفيذ أعمال الصيانة الشركة الوطنية للمشروعات الكهربائية وذلك تحت إشراف ومتابعة مباشرة من مهندسي وفنيي الشركة العامة للكهرباء، لضمان الالتزام بأعلى معايير الجودة والسلامة.
وتشمل عمليات الصيانة إزالة الأجزاء المتضررة من القواعد الخرسانية القديمة واستبدالها بمواد إنشائية حديثة مقاومة للعوامل البيئية، إلى جانب تدعيم قواعد الأبراج باستخدام تقنيات حديثة تضمن ثباتها واستقرارها على المدى الطويل.
وتعمل فرق الصيانة وفق جدول زمني محدد لضمان عدم تأثر التيار الكهربائي في المناطق المربوطة على الخط أثناء تنفيذ الأعمال، كما أن الشركة اتخذت إجراءات احترازية لضمان استمرار الخدمة للمشتركين دون انقطاع.
أهمية مشروع صيانة خط المفترق – الإذاعة
ويعد مشروع صيانة خط المفترق – الإذاعة من المشاريع الحيوية التي تستهدفها الشركة العامة للكهرباء ضمن خطة شاملة لتأمين الشبكة الكهربائية في الشرق الليبي اذ يشكل هذا الخط محورا رئيسيًا في منظومة نقل الطاقة بين محطات الإنتاج ومناطق الاستهلاك في مدن الجبل الأخضر، بما في ذلك البيضاء والمرج وشحات والبياضة وسوسة، وصولا إلى بعض التجمعات السكنية الواقعة في محيط الغابات والجبال.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن تحسين القواعد الخرسانية للأبراج يسهم بشكل مباشر في تقليل الأعطال المفاجئة التي قد تنجم عن اهتزاز الأبراج أو تآكل قواعدها بفعل الأمطار والعوامل الجوية، خاصة في فصل الشتاء الذي يتميز بارتفاع معدلات الرطوبة والرياح القوية في مناطق المرتفعات.
وأكدت مصادر بالشركة أن هذه الأعمال تأتي في إطار خطة وطنية أوسع لتأهيل خطوط نقل الطاقة بجهود وطنية خالصة، دون الاعتماد على الشركات الأجنبية، بهدف تعزيز الكفاءة الذاتية للكوادر المحلية وتمكينها من إدارة وصيانة المنظومة الكهربائية بأعلى كفاءة ممكنة.
وتأتي هذه الصيانة ضمن سلسلة من المشاريع التطويرية التي تنفذها الشركة العامة للكهرباء في مختلف مناطق البلاد، والتي تشمل استبدال الكوابل المتهالك وتركيب محولات جديدة وصيانة محطات التوزيع، إلى جانب إدخال منظومات رقمية حديثة لمراقبة أداء الشبكة عن بعد وتحليل البيانات التشغيلية.
وتعمل الشركة على توسيع نطاق الربط الكهربائي بين المناطق الشرقية والغربية، بما يتيح توزيع الأحمال بصورة متوازنة وتقليل معدلات الانقطاع وتحسين جودة التغذية الكهربائية وقد تم خلال الأشهر الماضية تنفيذ أعمال مشابهة في مناطق غدامس والجفرة وسرت، شملت صيانة خطوط الجهد المتوسط والعالي واستبدال عدد من الأعمدة والأبراج المتضررة نتيجة العوامل المناخية أو حوادث الطرق.
كما تعد صيانة الأبراج والقواعد الخرسانية أحد أركان الأمن الطاقوي في ليبيا، إذ إن أي خلل في هذه المكونات يؤدي إلى انقطاعات متكررة للتيار وخسائر مادية وتشغيلية كبيرة ووفق تقارير فنية حديثة صادرة عن الشركة العامة للكهرباء، فإن أكثر من 30% من خطوط النقل في ليبيا بحاجة إلى أعمال صيانة جزئية أو شاملة نتيجة تقادمها أو تعرضها للتآكل، ما يجعل مثل هذه المشاريع ضرورية للحفاظ على سلامة المنظومة.
وتسعى الشركة إلى تنفيذ برنامج صيانة دوري كل عامين على الأقل، لتفادي الأعطال المفاجئة، خاصة في المناطق المعرضة للظروف البيئية القاسية كالجبل الأخضر، الذي يعد من أكثر المناطق تأثرًا بالتغيرات المناخية في ليبيا.
وأكدت إدارة الشركة أن جميع الأعمال المنفذة في مشروع صيانة أبراج المفترق – الإذاعة تتم بأيدٍ ليبية خالصة وباستخدام معدات ومواد محلية الصنع تتوافق مع المعايير المعتمدة دوليا في مجال النقل الكهربائي وأشارت إلى أن الفرق الميدانية تعمل على مدار الساعة لإنجاز المشروع ضمن المدة المحددة، مع الالتزام الكامل بإجراءات السلامة المهنية، خصوصا في المناطق الجبلية الوعرة التي تتطلب تجهيزات خاصة أثناء العمل.
وأوضح أحد المهندسين المشاركين في المشروع أن هذه المبادرات الفنية تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال صيانة وتشغيل الشبكات وهو ما يعزز الثقة في القدرات الوطنية ويدعم مسيرة التطوير التقني التي تشهدها الشركة العامة للكهرباء خلال السنوات الأخيرة.
وتسعى الشركة العامة للكهرباء من خلال هذه المشاريع إلى تحقيق استقرار مستدام لمنظومة الكهرباء في ليبيا، عبر تنفيذ خطط استراتيجية تعتمد على الصيانة الوقائية والاستجابة السريعة للأعطال، مع تطوير الكفاءات المحلية في مجالات الهندسة الكهربائية والإدارة الميدانية.
ومتوقع أن تسهم هذه الأعمال في تحسين كفاءة النقل الكهربائي في المنطقة الشرقية بنسبة تصل إلى 20% خلال العام المقبل، وفق تقديرات مبدئية لمركز الدراسات الفنية التابع للشركة.
وأكدت الشركة أن العمل متواصل لتقوية البنية التحتية للشبكة الوطنية في كل المناطق، ضمن رؤية شاملة تهدف إلى ضمان استقرار التغذية الكهربائية لجميع المواطنين دون انقطاع وتحقيق نقلة نوعية في مستوى الخدمات العامة في البلاد.

