عقدت المؤسسة الوطنية للنفط، اجتماعها الفني السنوي مع إدارة الاستكشاف بشركة زلاف ليبيا لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز وذلك بمقر المؤسسة الرئيسي في العاصمة طرابلس في إطار حرص المؤسسة الوطنية للنفط على تعزيز أداء الشركات التابعة لها، ومتابعة سير البرامج الفنية والاستكشافية في مختلف الحقول والمناطق.
وتناول الاجتماع الأنشطة التي نفذتها شركة زلاف خلال العام 2025 وما تم تحقيقه من إنجازات على صعيد أعمال المسح الزلزالي وتحليل البيانات الجيولوجية وحفر الآبار التجريبية في عدد من الامتيازات الاستكشافية وتطرق الحضور إلى التحديات الفنية واللوجستية التي واجهتها الفرق الميدانية خلال تنفيذ المشاريع، خاصة في بعض المناطق التي تتطلب ترتيبات معينة من حيث البنية التحتية والظروف البيئية.
وأكد مسؤولو المؤسسة الوطنية للنفط على أهمية استمرار العمل بوتيرة عالية في تنفيذ البرامج الاستكشافية، مشيرين إلى أن هذا النشاط يمثل العمود الفقري لاستدامة قطاع النفط الليبي، إذ يسهم في اكتشاف احتياطيات جديدة من الخام والغاز الطبيعي ويعزز من قدرة ليبيا على جذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقة.
مشاريع شركة زلاف ليبيا
وقدمت إدارة الاستكشاف بشركة زلاف عرضا فنيا تفصيليا تناول أبرز المشاريع التي نفذتها الشركة خلال عام 2025، بما في ذلك إعادة تقييم بعض المكامن النفطية في مناطق الجنوب الغربي وحوض سرت، إلى جانب أعمال الصيانة والتحليل المتقدمة للبيانات السيزمية القديمة.
وأوضحت الشركة أنها تعمل على تحليل وتفسير كميات ضخمة من البيانات الزلزالية والجيولوجية التي تم جمعها في السنوات الماضية، باستخدام تقنيات رقمية حديثة، بهدف تحديد مواقع جديدة واعدة يمكن أن تحتوي على احتياطيات نفطية أو غازية اقتصادية.
وتم استعراض تقدم العمل في عدد من المواقع الاستكشافية النشطة التي تشرف عليها شركة زلاف ومن بينها مشاريع حفر الآبار التحديدية في الامتيازات الواقعة جنوب البلاد والتي من المتوقع أن تسهم في توسيع نطاق الإنتاج في المستقبل القريب.
خطط شركة زلاف ليبيا في 2026
وتمثل أحد المحاور الأساسية للاجتماع في مناقشة خطة العمل المستقبلية لشركة زلاف ليبيا، حيث أوضحت إدارة الشركة أنها تخطط خلال العام المقبل لحفر عشرة آبار استكشافية وتحديدية في مناطق مختلفة من ليبيا، وفق جدول زمني دقيق ومعايير سلامة صارمة وتشمل هذه الخطة استخدام أحدث تقنيات الحفر والتحليل المخبري، إلى جانب الاعتماد على دراسات جيولوجية متقدمة تهدف إلى تحسين فرص النجاح وتقليل المخاطر التشغيلية.
وأشار مسؤولو الشركة إلى أن هذه المشاريع تأتي في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى رفع معدلات الإنتاج الوطني من النفط والغاز وتحقيق الاكتفاء المحلي في بعض المشتقات البترولية، إلى جانب دعم صادرات الدولة بالعملة الصعبة.
وأكد الحضور خلال الاجتماع على أهمية التعاون مع بيوت الخبرة والشركات العالمية المتخصصة في مجالات الجيولوجيا والجيوفيزياء وذلك لضمان جودة العمل والاستفادة من الخبرات الدولية المتقدمة في مجال الاستكشاف النفطي.
وأشارت إدارة الاستكشاف بشركة زلاف إلى أن التعاون مع مؤسسات بحثية وجامعات متخصصة في مجالات علوم الأرض والطاقة المتجددة يسهم في رفع كفاءة الكوادر الوطنية ونقل المعرفة والتكنولوجيا الحديثة إلى داخل ليبيا.
كما تم التأكيد على ضرورة تأهيل الكوادر الفنية الشابة من خلال برامج تدريبية مستمرة، لضمان جاهزية فرق العمل في الميدان وتعزيز قدراتها على مواجهة التحديات التقنية.
التحول الرقمي في قطاع النفط
كما ناقش الاجتماع، أهمية التحول الرقمي في إدارة عمليات الاستكشاف والإنتاج، حيث أوضحت المؤسسة الوطنية للنفط أن دمج التكنولوجيا الحديثة في تحليل البيانات الجيولوجية والسيزمية أصبح ضرورة استراتيجية لرفع الكفاءة وتخفيض التكاليف.
وتسعى المؤسسة، بالتعاون مع الشركات التابعة لها، إلى تطبيق أنظمة ذكية تتيح مراقبة أداء الحقول بشكل لحظي وتحسين عملية اتخاذ القرار الفني والإداري، بما يضمن تحقيق أقصى استفادة من الموارد الطبيعية وفق معايير الاستدامة البيئية والاقتصادية.
وشدد المشاركون في الاجتماع على ضرورة الالتزام بمعايير الشفافية والجودة والسلامة في تنفيذ جميع المشاريع، مؤكدين أن المؤسسة الوطنية للنفط تولي أهمية قصوى لتطبيق أنظمة السلامة المهنية وحماية البيئة أثناء عمليات الحفر والاستكشاف كما تم الاتفاق على وضع آلية لمتابعة تنفيذ الخطط الميدانية بدقة وتقديم تقارير دورية إلى إدارة المؤسسة لمراجعة الأداء وتقييم مستوى التقدم في المشاريع.
في نهاية الاجتماع، أشادت إدارة الاستكشاف بالمؤسسة الوطنية للنفط بأداء شركة زلاف ليبيا خلال العام الجاري، مثمنة الجهود المبذولة من قبل كوادرها الفنية والإدارية في تنفيذ المشاريع المقررة رغم التحديات وأكدت المؤسسة دعمها الكامل لبرامج الشركة المستقبلية، مشيرة إلى أن زلاف تمثل أحد الأعمدة الرئيسية في منظومة قطاع النفط الليبي، نظرا لدورها في دفع عجلة التطوير والاستثمار في المناطق الواعدة.
كما أعرب مسؤولو الشركة عن شكرهم للمؤسسة على دعمها المستمر وتوفيرها للإشراف الفني والإداري اللازم، مؤكدين التزامهم بتنفيذ رؤية المؤسسة الوطنية للنفط الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة ليبيا كمصدر موثوق للطاقة في المنطقة.
يأتي هذا الاجتماع الفني السنوي في إطار استراتيجية المؤسسة الوطنية للنفط لمتابعة أداء الشركات التابعة لها وضمان تنفيذ الخطط الاستكشافية بدقة وشفافية وتسعى المؤسسة من خلال هذه الاجتماعات إلى وضع خارطة طريق واضحة لمستقبل قطاع النفط الليبي، عبر الجمع بين الخبرة الوطنية والتكنولوجيا الحديثة وبما يضمن استدامة الموارد وتحقيق الاستقرار الاقتصادي للبلاد.
ويرى خبراء النفط أن استمرار هذه اللقاءات الفنية بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركاتها التابعة يعكس التحسن الملحوظ في أداء القطاع خلال السنوات الأخيرة، خاصة في ظل التوجه نحو تحديث البنية التحتية وتوسيع نطاق الاستكشاف في مناطق جديدة.
وتؤكد هذه الاجتماعات التزام المؤسسة برؤية وطنية شاملة تهدف إلى زيادة الإنتاج وتنويع مصادر الطاقة وبناء شراكات محلية ودولية تعزز من مكانة ليبيا على خريطة الطاقة العالمية.

