في لافتة إنسانية واجتماعية جميلة، قام بيت شباب طرابلس التابع لجمعية بيوت الشباب الليبية، بتنظيم يوم ترفيهي خاص لأطفال دار رعاية الطفل بالعاصمة، ضمن مبادراته الهادفة إلى دعم الفئات الاجتماعية المحتاجة وتعزيز روح التطوع والتكافل بين الشباب الليبي.
وتأتي هذه الفعالية – التي أقيمت في أجواء مفعمة بالبهجة – استكمالا لسلسلة من البرامج الاجتماعية التي أطلقتها الجمعية خلال العام الجاري، في إطار رؤيتها الرامية إلى ترسيخ ثقافة المسؤولية المجتمعية وتشجيع المشاركة التطوعية في الأنشطة الإنسانية.
ونقلت وكالة الأنباءمالليبية، عن محمد بن زاهية، مدير مكتب الإعلام والتواصل في الجمعية، قوله إن اليوم الترفيهي يمثل رسالة إنسانية موجهة إلى الأطفال المقيمين بدور الرعاية ووسيلة عملية لنشر قيم الرحمة والتعاون بين أفراد المجتمع.
وأوضح أن المبادرة “تأتي في إطار خطة عمل الجمعية التي تولي اهتمامًا خاصا للفئات الهشة في المجتمع، وتحرص على إدخال السرور عليهم، خصوصًا الأطفال الذين يعيشون في مؤسسات الرعاية الاجتماعية بعيدا عن أسرهم”.
وأضاف بن زاهية أن الفعالية تضمنت مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية والفنية، من بينها مسابقات ثقافية وألعاب جماعية وفقرات غنائية واستعراضية، شارك فيها الأطفال وعدد من منتسبي بيت شباب طرابلس، الذين عملوا على تنظيم الأنشطة بأنفسهم في مشهد يعكس روح التطوع والتعاون الشبابي.
وأكد أن الجمعية تسعى من خلال مثل هذه البرامج إلى غرس قيم العمل الجماعي والعطاء في نفوس الشباب الليبي وتشجيعهم على خدمة المجتمع من خلال مبادرات بسيطة لكنها مؤثرة.
وفي ختام الفعالية، عبر الأطفال عن سعادتهم بالمشاركة في هذا اليوم المميز، الذي منحهم فرصة للتفاعل والتعبير عن مواهبهم، فيما وجه القائمون على دار الرعاية الشكر لجمعية بيوت الشباب الليبية على مبادرتها الإنسانية ودعمها المتواصل.
استمرار المبادرات الاجتماعية في طرابلس
وأكد مدير مكتب الإعلام أن الجمعية تواصل تنفيذ مبادرات مماثلة تستهدف شرائح مختلفة من المجتمع في عدد من المدن الليبية، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد إطلاق برامج موجهة لكبار السن وذوي الإعاقة وطلبة المدارس، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والجهات الداعمة.
وأوضح أن الجمعية تعمل وفق خطة سنوية تهدف إلى الدمج الاجتماعي بين فئات المجتمع المختلفة وتنمية مهارات الشباب في مجالات القيادة والتواصل الإنساني، من خلال أنشطة لا تقتصر على الجانب الترفيهي فحسب، بل تمتد إلى الجانب التوعوي والثقافي أيضًا.
وأضاف بن زاهية أن بيت شباب طرابلس أصبح مركزا مهما لتنفيذ المبادرات المجتمعية والتطوعية، موضحا أن الجمعية تسعى إلى تطوير مقراتها وتجهيزها لتكون جاهزة لاستقبال الفعاليات والأنشطة القادمة، بما يتماشى مع رؤية ليبيا الجديدة في دعم العمل الأهلي والتطوع الشبابي.
أهمية بيوت الشباب في تعزيز العمل الإنساني
وتعد جمعية بيوت الشباب الليبية من المؤسسات الوطنية التي تضطلع بدور أساسي في تعزيز التواصل بين الشباب الليبي وتوفير بيئة داعمة لمبادراتهم المجتمعية فبالإضافة إلى مهامها التقليدية في استضافة الفعاليات والأنشطة الثقافية، تعمل الجمعية على تنفيذ برامج إنسانية تستهدف الأطفال والنساء وكبار السن والمهاجرين، بالتعاون مع جهات حكومية ومنظمات محلية.
ويرى نشطاء أن استمرار مثل هذه الفعاليات يعزز من مكانة مؤسسات المجتمع المدني في ليبيا ويعيد الثقة في دورها الإيجابي في بناء المجتمع ونشر ثقافة التطوع، خصوصا في ظل التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وتسهم هذه الأنشطة في تعزيز الترابط الاجتماعي بين المواطنين وتشجيع قيم التسامح والتعاون وهي قيم أساسية تسعى الدولة الليبية لترسيخها ضمن برامج التنمية البشرية والمجتمعية.
دعوات لمواصلة الدعم المجتمعي
وفي ختام تصريحه، وجه بن زاهية الشكر لكل المتطوعين والداعمين الذين أسهموا في إنجاح هذه المبادرة، داعيا المؤسسات الحكومية والخاصة إلى تبني مبادرات مماثلة والعمل على توفير الدعم اللوجستي والمادي للبرامج التي تستهدف تحسين جودة الحياة الاجتماعية للأطفال والفئات المحتاجة.
ودعا المواطنين إلى الانخراط في الأنشطة التطوعية، مشددا على أن العمل الإنساني هو واجب وطني يعزز من تماسك المجتمع ويمنح الشباب فرصة للإسهام في التنمية الاجتماعية.
ويأمل القائمون على الجمعية أن تكون هذه الفعالية نموذجا يحتذى به في مختلف المدن الليبية، لتتواصل الجهود المشتركة نحو بناء مجتمع متكافل يقوم على التعاون والتضامن الإنساني.

