برزت رواية قلب المدينة المشتعل ورواية قرية الشياطين للكاتب الأردني عدنان خضر، كأعمال روائية متميزة استطاعت أن تجذب جمهورًا واسعًا وتحقق انتشارًا رقميًا كبيرًا على مستوى العالم العربي في زمنٍ يبحث فيه القارئ العربي عن أدب يجمع بين التشويق والفكر.
ومنذ صدور رواية “قلب المدينة المشتعل”، لمس القارئ العربي صوتًا أدبيًا جديدًا يحمل روحًا واقعية ويعكس بعمق قضايا المجتمع وتناقضاته، الرواية تضع القارئ أمام صراع داخلي وخارجي بين الإنسان والمدينة، بين الطموحات والقيود وتنسج حبكتها بلغة قوية وسرد مكثّف، امتازت الرواية بأسلوب يمزج بين العمق النفسي والواقعية الاجتماعية، ما جعلها محل اهتمام القرّاء الشباب والنقاد على حد سواء، خصوصًا في العالم الرقمي ومنصات القراءة الإلكترونية.
أما رواية “قرية الشياطين”، فهي العمل الأبرز والأكثر جدلًا حتى الآن في مسيرة عدنان خضر، حيث تجاوزت التوقعات وحققت جوائز أدبية وميداليات فضية وشهادات تقدير في محافل ثقافية مختلفة، الرواية تتناول قصة قرية خيالية تختلط فيها الأساطير بالواقع وتطرح أسئلة فلسفية حول مفهوم الشر والخير والسلطة والخضوع، بأسلوب تشويقي يمزج بين الرمزية والحدث المتسلسل، هذا ما جعل الرواية تنتشر بسرعة على الإنترنت وتُقرأ في مختلف الدول العربية وخصوصًا بين الشباب الذين وجدوا فيها خطابًا جديدًا يعبّر عن قلقهم وأسئلتهم الوجودية.
ما يميز روايات الكاتب عدنان خضر وبالأخص هاتين الروايتين، هو القدرة على بناء عوالم متكاملة وشخصيات واقعية رغم خيال الأحداث، مما يمنح القارئ تجربة سردية غنية ورغم أن الكاتب لا يزال في مقتبل العمر، إلا أنه أظهر نضجًا أدبيًا يندر وجوده بين جيله وهو ما أهّله لأن يكون من أبرز الأسماء الأدبية الصاعدة.
النجاح الذي حققته روايتا “قلب المدينة المشتعل” و”قرية الشياطين” لم يكن مجرد صدفة أو ضجّة مؤقتة، بل هو ثمرة شغف متواصل بالكتابة منذ سن الرابعة عشرة وعمل دؤوب في تطوير أدواته السردية واللغوية، إلى جانب إلمامه بالتحليل التاريخي والبحث العلمي وهو ما ينعكس بوضوح في عمق مضامين أعماله.
وفي الوقت الذي يستعد فيه الكاتب عدنان خضر لإصدار روايته الجديدة “أسرار تيتانيك”، يبدو واضحًا أن هذه البداية الواعدة ليست سوى تمهيد لمسيرة أدبية طويلة، تنبئ بولادة كاتب عربي شاب يحمل مشروعًا فكريًا وجماليًا مختلفًا.
حول الكاتب عدنان خضر
عدنان محمد مصطفى خضر، كاتب وباحث أردني من مواليد 1999 في عمّان، طالب في قسم التاريخ بجامعة عجلون الوطنية بمعدل امتياز، بدأ مسيرته الأدبية بعمر 14 عامًا وله عدة روايات منشورة وأبحاث علمية، يجمع في أعماله بين الأدب والتحليل العلمي ويسعى لتقديم محتوى شبابي معاصر يعيد قراءة التاريخ والواقع بلغة جديدة.


