تحولات متسارعة في عالم الذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء والاقتصاد العالمي مع اقتراب عام 2026، إذ تتجه كبرى الاقتصادات إلى إعادة رسم ملامحها في ضوء التطورات التقنية والابتكارات المتسارعة في مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة وسلاسل الإمداد العالمية.
التقارير الدولية الحديثة تشير إلى أن العالم يقف أمام مرحلة جديدة من النمو، تقودها الأسواق الناشئة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، مقابل تباطؤ نسبي في الاقتصادات المتقدمة.
ورغم استمرار الولايات المتحدة في الحفاظ على موقعها كأكبر اقتصاد في العالم، إلا أن معدلات النمو المتوقعة خلال العامين القادمين تشير إلى تباطؤ طفيف مقارنة بالسنوات السابقة، نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة وتشديد السياسات النقدية.
أوروبا بدورها تواجه تحديات موازية، أبرزها ارتفاع تكاليف الطاقة والضغوط التضخمية، ما يدفع دول الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في سياساتها المالية لدعم الإنتاج المحلي وتحفيز الاستثمار في الابتكار الصناعي.
أيضا ، تواصل الصين والهند تعزيز مكانتهما كقوتين اقتصاديتين عالميتين، حيث تستثمران بشكل واسع في مشاريع التكنولوجيا المتقدمة والبنية التحتية الرقمية، مع تركيز متزايد على الذكاء الصناعي والطاقة الخضراء وتشير التوقعات إلى أن مساهمة آسيا في الناتج المحلي الإجمالي العالمي قد تتجاوز 50% بحلول عام 2030 إذا استمر هذا النسق التصاعدي.
التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي محرك أساسي للنمو
التقنيات الرقمية أصبحت اليوم عصب الاقتصاد العالمي فالشركات التي تبنت حلول الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة تمكنت من رفع كفاءتها الإنتاجية وتحسين قدرتها التنافسية في الأسواق الدولية وتشير تقارير المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن التحول الرقمي وحده قد يضيف أكثر من 15 تريليون دولار للاقتصاد العالمي خلال العقد المقبل.
وتلعب الشركات الناشئة دورًا محوريا في تحريك عجلة الابتكار، خاصة في مجالات التكنولوجيا المالية (FinTech) والتجارة الإلكترونية والروبوتات الذكية، دول مثل الإمارات والسعودية أصبحت بيئة خصبة لريادة الأعمال الرقمية بفضل التشريعات المرنة والبنى التحتية الرقمية المتقدمة وهو ما يجعل المنطقة العربية من أبرز المراكز الجاذبة للاستثمار التقني عالميًا.
الطاقة الخضراء والاقتصاد العالمي
الانتقال إلى مصادر الطاقة الخضراء بات خيارا استراتيجيا لا مفر منه. العالم يشهد زيادة كبيرة في الاستثمارات بمجالات الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مدفوعًا بالتزامات اتفاق باريس للمناخ وتعمل الحكومات والشركات على تسريع التحول نحو الاقتصاد الأخضر بهدف تحقيق الحياد الكربوني وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
ومع اقتراب عام 2026، يبدو واضحا أن الاقتصاد العالمي سيشهد مزيدًا من التنوع والاعتماد على التكنولوجيا والابتكار كمحركات رئيسية للنمو، الدول التي تستثمر في التعليم الرقمي والتقنيات المستدامة والبنى التحتية الذكية ستكون الأكثر قدرة على مواجهة التقلبات المستقبلية وتحقيق التفوق في الاقتصاد العالمي الجديد.
وفي ظل هذه التحولات، تبرز الحاجة إلى شراكات دولية أكثر مرونة وتعاون بين القطاعين العام والخاص، لضمان استقرار الأسواق وتعزيز فرص الابتكار في جميع القطاعات.