في إطار المسار الديمقراطي المحلي، ليبيا تستعد لانتخابات المجالس البلدية 2025 حيث أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عن بدء استقبال طلبات اعتماد المراقبين والإعلاميين الراغبين في تغطية ومتابعة انتخابات المجالس البلدية للمجموعة الثالثة لعام 2025 وذلك اعتبارا من يوم الاثنين الموافق 27 أكتوبر الجاري.
وتعتبر هذه الخطوة جزءا من التحضيرات الفنية والإدارية التي تقوم بها المفوضية الوطنية العليا للانتخابات استعدادا لتنظيم انتخابات المجالس البلدية في عدد من البلديات الليبية، بما يضمن أعلى معايير الشفافية والمصداقية ويفتح المجال أمام مشاركة أوسع من مختلف فئات المجتمع والمؤسسات الإعلامية.
بحسب بيان المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، فإن استقبال الطلبات سيتم عبر مكاتب الإدارة الانتخابية التابعة للمفوضية في البلديات المشمولة ضمن المجموعة الثالثة وذلك بالنسبة للمراقبين والإعلاميين المحليين.
وبالنسبة للجهات الدولية من مراقبين وإعلاميين وضيوف، فسيتم تقديم طلبات اعتمادهم مباشرة إلى قسم العمليات الخارجية بالإدارة العامة بالمفوضية الوطنية العليا للانتخابات وفق الضوابط والإجراءات المحددة.
وأكدت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في بيانها أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز دور الإعلام والمجتمع المدني في مراقبة العملية الانتخابية وضمان نزاهتها، مشيرة إلى أن استمارات التسجيل والاعتماد متاحة عبر موقعها الرسمي على الإنترنت حيث يمكن للمهتمين تحميل النماذج المطلوبة وتقديمها وفق الشروط المحددة.
وتولي المفوضية الوطنية العليا للانتخابات أهمية خاصة لمشاركة المراقبين والإعلاميين في مختلف مراحل العملية الانتخابية، إذ تعتبرهم عنصرا أساسيا في ترسيخ الثقة العامة في نتائج الانتخابات وضمان شفافيتها.
وتتيح عملية انتخابات المجالس البلدية 2025 الاعتماد للجهات الإعلامية والمنظمات الرقابية المحلية والدولية فرصة الحضور الميداني ومتابعة الإجراءات، بدءا من التحضير وحتى إعلان النتائج، بما في ذلك مراقبة مراكز الاقتراع وعمليات العد والفرز.
وحاليا ليبيا تستعد لانتخابات المجالس البلدية 2025 ويأتي هذا التوجه ضمن استراتيجية المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في تعزيز الثقافة الانتخابية والمشاركة الشعبية، في وقت تتجه ليبيا نحو مرحلة جديدة من اللامركزية الإدارية وتفعيل المجالس البلدية المنتخبة، التي تمثل ركيزة أساسية في إدارة الشأن المحلي وتقديم الخدمات للمواطنين.
انتخابات المجالس البلدية 2025 في ليبيا
وتشمل انتخابات المجالس البلدية 2025 المجموعة الثالثة عددا من البلديات التي لم تجر فيها الانتخابات خلال المجموعتين السابقتين من العملية الجارية منذ عام 2023، حيث تسعى المفوضية إلى استكمال انتخاب جميع المجالس البلدية في مختلف مناطق البلاد تدريجيا.
وتعد انتخابات المجالس البلدية 2025 فرصة لتجديد النخب المحلية وتعزيز التمثيل الشعبي، كما تمثل مؤشرا على استمرار العملية الانتخابية رغم التحديات السياسية واللوجستية التي تشهدها البلاد منذ سنوات.
ويشير خبراء إلى أن ليبيا تستعد لانتخابات المجالس البلدية 2025 في وقت دقيقيشكل خطوة مهمة في مسار إعادة بناء المؤسسات القاعدية في ليبيا، إذ تمثل البلديات حلقة الوصل المباشرة بين الدولة والمواطنين ويعتمد عليها في تطوير الخدمات العامة والبنى التحتية وتحسين إدارة الموارد المحلية.
دور الإعلام في انتخابات المجالس البلدية
وأكدت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات أن الإعلام المحلي والدولي سيؤدي دورا محوريا في نقل الصورة الحقيقية للعملية الانتخابية وتوعية المواطنين بأهمية المشاركة.
وشددتالمفوضية الوطنية العليا للانتخابات على أن الصحفيين والإعلاميين المعتمدين سيمنحون التسهيلات اللازمة لمتابعة سير الانتخابات من داخل المراكز الانتخابية والمقار التنظيمية، مع احترام الضوابط القانونية المنظمة لعملهم.
وقد رحب عدد من المؤسسات الإعلامية الليبية بقرار المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، معتبرين أن فتح باب الاعتماد خطوة إيجابية نحو مزيد من الانفتاح والشفافية، تتيح للإعلاميين أداء دورهم الرقابي والتوعوي بمهنية ومسؤولية.
استعدادات فنية لعملية انتخابات المجالس البلدية 2025
وتواصل المفوضية الوطنية العليا للانتخابات تنسيقها مع المنظمات الدولية المعنية بدعم الانتخابات وفي مقدمتها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، الذي يقدم دعما تقنيا ولوجستيا للمفوضية في إطار تطوير قدراتها الإدارية وتحديث أنظمتها الرقمية.
وقد تم بالفعل تجهيز المنظومات الإلكترونية الخاصة بإدارة البيانات الانتخابية وتحديث سجل الناخبين، إضافة إلى تنفيذ برامج تدريبية للكوادر العاملة في المكاتب الانتخابية.
وتشمل الاستعدادات أيضا إطلاق حملات توعية في عدد من المدن والبلديات لتعريف المواطنين بحقوقهم الانتخابية وتشجيعهم على المشاركة، مع التركيز على فئة الشباب والنساء لزيادة نسبة الإقبال في هذه العملية الانتخابية.
أهمية انتخابات المجالس البلدية في ليبيا
يرى محللون أن استمرار تنظيم انتخابات المجالس البلدية في ليبيا يحمل دلالات إيجابية على صعيد تعزيز الاستقرار السياسي وتكريس مفهوم الشرعية الانتخابية في مؤسسات الدولة ففي ظل التحديات التي تواجهها البلاد، سواء على المستوى السياسي أو الأمني أو الاقتصادي، تبقى المجالس البلدية المنتخبة إحدى أدوات تحقيق التوازن المحلي وضمان مشاركة المجتمع في دعم اتخاذ القرار.
ويؤكد متابعون في الشأن المحلي أن المجالس البلدية المنتخبة يمكن أن تسهم في تحسين إدارة الخدمات الأساسية مثل المياه والنظافة والكهرباء والصحة والتعليم، عبر منحها صلاحيات أوسع ضمن إطار قانوني وإداري منظم.
وأشاروا إلى أن التجارب السابقة أظهرت قدرة بعض المجالس البلدية على تقديم نموذج ناجح في إدارة شؤونها وهو ما يعزز الحاجة إلى دعم هذا المسار عبر انتخابات دورية نزيهة ومراقبة بشكل جيد.
وتتوقع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات مشاركة واسعة من منظمات المجتمع المدني الليبي في عملية المراقبة، إلى جانب بعثات دولية قد توجه إليها الدعوة في المراحل المقبلة من العملية الانتخابية.
وتتضمن مهام المراقبين متابعة التزام مراكز الاقتراع بالمعايير الفنية وضمان سلامة سير التصويت ورفع تقارير دورية إلى الجهات المعنية لتقييم الأداء الانتخابي.
وتأتي هذه الانتخابات في سياق عام يشهد فيه المشهد الليبي تحركات تهدف إلى استكمال بناء مؤسسات الدولة عبر انتخابات برلمانية ورئاسية لاحقة، ما يجعل نجاح المجالس البلدية الحالية اختبارا حقيقيا لمدى جاهزية المفوضية وكفاءة مؤسسات الدولة في إدارة الاستحقاقات الانتخابية القادمة.
شددت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات على مواصلة العمل بشفافية تامة، مطالبة جميع الأطراف بالتعاون في إنجاح هذا الاستحقاق الوطني والتعامل مع انتخابات المجالس البلدية باعتبارها وسيلة سلمية لبناء مستقبل مستقر ومتوازن لكل الشعب الليبي.

