تشهد العاصمة الليبية طرابلس هذه الأيام حدثا ثقافيا مبهرا بانطلاق فعاليات الدورة الثالثة عشرة من المهرجان الوطني للفنون المسرحية 2025، أحد أبرز الأحداث الفنية والثقافية في ليبيا بمشاركة من الفنانين والمهتمين بالمسرح والجمهور الشغوف بالفن.
وامتلأت قاعات المهرجان الوطني للفنون المسرحية في طرابلس 2025 بالحضور من مختلف الأعمار، في مشهد يؤكد أن المسرح الليبي بدأ يستعيد مكانته كأحد أعمدة الوعي الثقافي والتنوير الشعبي.
وجاء المهرجان الوطني للفنون المسرحية في طرابلس هذا العام في أجواء إيجابية تعبّر عن عودة الفنون المسرحية إلى الواجهة بعد عياب سنوات، حيث تعمل وزارة الثقافة والجهات المنظمة على ترسيخ فكرة أن المسرح ليس مجرد فن للعرض، بل مساحة للحوار والإبداع والتعبير عن قضايا المجتمع.
وتقام فعاليات المهرجان الوطني للفنون المسرحية في طرابلس 2025 على مدى أسبوع كامل وتتضمن عروضا مسرحية من مختلف المدن الليبية، إلى جانب ورش تدريبية وندوات فكرية ومعارض للكتب والصور الفوتوغرافية وهو ما جعل من المهرجان ملتقى وطنيًا للفن والثقافة.
شعار المهرجان «المسرح بالناس وللناس»
واعتمدت اللجنة المنظمة شعار «المسرح بالناس وللناس» ليكون عنوان المهرجان الوطني للفنون المسرحية في طرابلس 2025، في تعبير رمزي عن فلسفة المهرجان التي تؤكد أن المسرح يستمد وجوده من الناس ويعود إليهم.
وذكر الفنان أنور التير، رئيس المهرجان الوطني للفنون المسرحية، أن شعار «المسرح بالناس وللناس» لم يأتِ صدفة، بل يعبر عن رؤية فكرية هدفها إعادة المسرح إلى موقعه الطبيعي كمحرك أساسي للحياة الثقافية الليبية.
وأوضح التير أن المهرجان الوطني للفنون المسرحية لا يقتصر على العروض المسرحية فقط، بل يسعى لخلق فضاء حيوي للحوار والتفاعل بين الفنانين والجمهور والنقاد، بما ينعكس إيجابا على جودة أعمال الإنتاج المسرحي مستقبلا.
فعاليات المهرجان الوطني للفنون المسرحية 2025
وعملت اللجنة العليا للمهرجان الوطني للفنون المسرحية برئاسة التير على وضع خطة تنظيمية دقيقة، شملت توزيع العروض وترتيب الفعاليات المصاحبة وضمان مشاركة أوسع للفرق من جميع المدن الليبية.
وأكد التير أن الهدف من هذا التنوع الجغرافي هو تعزيز روح الوحدة الوطنية الليبية من خلال المسرح، حيث يجتمع الفنانون من الشرق والغرب والجنوب في بوتقة واحدة تعكس الهوية الليبية.
عروض المهرجان الوطني للفنون المسرحية
تميزت عروض المهرجان الوطني للفنون المسرحية المقدمة في هذه الدورة بتنوعها الموضوعي والشكلي، اذ تناولت القضايا الاجتماعية والإنسانية والوطنية بأساليب درامية جذابة.
وشهد المسرح الكشاف عروضا تطرح قضايا مثل الهجرة والصراعات الاجتماعية والبحث عن الهوية ودور المرأة في المجتمع الليبي، بجانب أعمال كوميدية ناقدة تعكس نبض الشارع الليبي وتتناول مشكلات الحياة اليومية.
وعبر النقاد المحليين عن اعجابهم بمستوى الأداء والسينوغرافيا والإخراج في العديد من الأعمال، معتبرين أن المهرجان الوطني للفنون المسرحية يمثل بداية نهضة مسرحية حقيقية في ليبيا.
ومن عناصر النجاح في المهرجان الوطني للفنون المسرحية، الجهد الكبير الذي بذلته اللجنة الإعلامية للمهرجان برئاسة الإعلامي سمير جرناز والتي حرصت على نقل فعاليات الحدث لحظة بلحظة عبر الوسائل الإعلامية المختلفة.
ودشنت اللجنة صفحة رسمية على منصة “فيسبوك” وجريدة إلكترونية بعنوان «الركح» لنشر أخبار المهرجان الوطني للفنون المسرحية، بالإضافة إلى تغطيات مباشرة عبر الإذاعات المحلية والقنوات الوطنية.
وأصدرت اللجنة كتيبين توثيقيين، أحدهما حول المهرجان الوطني للفنون المسرحية والآخر بعنوان «مسيرة الكتاب المسرحي» للكاتب والناقد البوصيري عبد الله، ليشكلا معا مرجعا تأريخيا للحركة المسرحية الليبية الحديثة.
وشدد رئيس المهرجان على أهمية هذا الحدث لا تقتصر على الجوائز التي تمنح في الختام، بل تتمثل في الأثر الثقافي الذي يتركه لدى المشاركين والجمهور.
وذكر أن التوصيات الأولية للدورة الثالثة عشرة تتضمن إنشاء قاعدة بيانات متكاملة للعروض والفرق والمخرجين والمؤلفين، من أجل الحفاظ على ذاكرة المسرح الليبي وتوثيق تطوره عبر السنوات.
الحضور الجماهيري الكبير في المهرجان الوطني للفنون المسرحية لم يكن مفاجئا للمنظمين، إذ يعكس تعطش الناس للفن والمسرح بعد فترات من الغياب وعبر الخضوز عن سعادتهم بعودة المهرجان إلى هذا الزخم، مؤكدين أن الفن هو اللغة الأجمل التي تجمع الليبيين وتستلهم وجدانهم.
وأوضح فنانون شباب أن المهرجان الوطني للفنون المسرحية منحهم فرصة ثمينة لعرض أعمالهم أمام لجنة تحكيم مهنية وجمهور متنوع، معتبرين هذا الحدث الفني تجربة تعليمية وإبداعية في وقت واحد.
وعبر الإعلامي سمير جرناز، رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان، عن فخره بالنجاح الذي تحقق خلال هذه الدورة، مضيفا أن اللجنة حرصت على توثيق كل لحظة من لحظات المهرجان، بداية من الافتتاح حتى العروض اليومية، عبر الفيديوهات والبودكاست والبروموهات التي حظيت بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتختتم فعاليات المهرجان الوطني للفنون المسرحية مساء الجمعة بحفل رسمي توزع فيه جوائز الإبداع المسرحي في فئات التمثيل والإخراج والسينوغرافيا والنصوص، بمشاركة شخصيات فنية وثقافية بارزة.

 
									 
					