بدأت شركة أوبن إيه آي OpenAI مؤخرا في اختبار واحدة من أهم الميزات المنتظرة داخل منصّة الذكاء الاصطناعي الشهيرة شات جي بي تي ChatGPT حيث تعمل الشركة على إطلاق خاصية جديدة للمحادثات الجماعية داخل التطبيق.
وتأتي خطوة أوبن إيه آي OpenAI كجزء من استراتيجية توسيع قدرات النموذج ليكون أكثر تفاعلا ومرونة ويتحول من مجرد مساعد فردي إلى أداة تعاون جماعي متطورة يمكن استخدامها في العمل والتعليم وإدارة المهام اليومية.
ميزة شات جي بي تي ChatGPT الجديدة التي يتم اختبارها حاليا ستسمح للمستخدمين بإضافة أكثر من شخص داخل نفس الجلسة، ليتمكن الجميع من التفاعل مع النموذج الذكي في الوقت نفسه وهو ما يفتح الباب أمام نوع جديد من التجارب التشاركية التي لم تكن متاحة من قبل بالشكل المتكامل داخل منصّات الذكاء الاصطناعي.
بحسب المعلومات الأولية، فإن ميزة المحادثات الجماعية داخل شات جي بي تي ChatGPT ستمكن فرق العمل من إدارة مشاريع مشتركة بطريقة أكثر تنظيما فبدلا من أن يعمل كل فرد بشكل منفصل مع شات جي بي تي، يمكن الآن جمع الفريق كاملا داخل محادثة واحدة، حيث يتلقى الجميع نفس الإجابات والتحديثات في اللحظة ذاتها.
ويمكن استخدام هذه الخاصية التي تختبرها شركة أوبن إيه آي OpenAI في:
- إدارة الاجتماعات وتلخيص النقاط الرئيسية مباشرة
- العصف الذهني الجماعي لإنتاج أفكار جديدة بمساعدة الذكاء الاصطناعي
- تنسيق المهام بين أعضاء الفري
- تحليل البيانات المشتركة ومناقشة النتائج
- التعليم الجماعي، سواء للطلاب أو المتدربين
ما يعني أن أوبن إيه آي OpenAI تستهدف فئة الشركات وفرق العمل بشكل واضح، خاصة مع انتشار أدوات التعاون عن بُعد خلال السنوات الأخيرة.
طريقة المحادثات الجماعية في شات جي بي تي ChatGPT
تشير المعلومات المتاحة إلى أن المستخدم الذي ينشئ المحادثة سيكون قادرا على دعوة أعضاء آخرين عبر رابط أو من خلال خيارات المشاركة داخل شات جي بي تي ChatGPT وبعد الانضمام، يستطيع الجميع طرح الأسئلة والتفاعل مع إجابات شات جي بي تي، مع إمكانية إضافة ملفات، صور، أو مستندات يحتاج الفريق لمناقشتها.
الميزة الجديدة تشبه مفهوم “غرف النقاش” داخل تطبيقات الاجتماعات مثل Zoom وGoogle Meet، لكن بوجود عنصر أساسي إضافي: ذكاء اصطناعي تفاعلي قادر على المشاركة في الحوار ذاته.
ويأتي هذا التطوير في وقت تستعد فيه أوبن إيه آي لإطلاق تحديثات تقنية أكبر تعتمد على نماذج GPT الأكثر تقدّما، ما قد يجعل ChatGPT منصة مركزية للعمل والإنتاج وليست مجرد أداة لإجابة الأسئلة أو كتابة النصوص.
كما أن شركة أوبن إيه آي OpenAI تعمل مستقبلا على:
- تحسين قدرة النموذج على فهم ديناميكية النقاش بين عدة أشخاص
- إضافة أدوات لإدارة الأدوار داخل المحادثة
- تقديم سجل خاص بكل عضو لمعرفة المساهمات السابقة
- دمج المحادثات الجماعية مع تطبيقات الشركات وأدوات إدارة المشاريع
هذه التحديثات تجعل ChatGPT منصة قادرة على منافسة خدمات كانت حكرًا على شركات مثل Google Workspace وMicrosoft Teams.
وحتى الآن، ما زالت خاصية المحادثات الجماعية قيد الاختبار على مجموعة محدودة من المستخدمين وتشير توقعات العديد من الخبراء إلى أن الميزة قد تطرح أولا لمستخدمي ChatGPT Plus أو مشتركين الباقات المدفوعة الخاصة بالمؤسسات، قبل أن تتاح تدريجيا للجمهور العام.
وتسعى OpenAI لجعل شات جي بي تي منصة أكثر تكاملا وقادرة على دعم المستخدمين في حياتهم العملية، خاصة في ظل التنافس المتزايد بين شركات الذكاء الاصطناعي حول تقديم أدوات مبتكرة تعتمد على التفاعل الجماعي.
وتمثل تجربة المحادثات الجماعية داخل شات جي بي تي نقلة نوعية في طريقة استخدام الذكاء الاصطناعي، لأنها تنقل OpenAI من مرحلة “المساعد الشخصي” إلى مرحلة “المساعد الجماعي” وإذا تم إطلاق الميزة رسميا خلال الفترة القادمة، فمن المتوقع أن تغير شكل التعاون داخل المؤسسات والجامعات وأن تفتح الباب أمام استخدامات جديدة تماما للعمل الذكي المشترك.

