انطلقت اليوم الأحد بالعاصمة الليبية طرابلس، فعاليات مؤتمر المصرفية الإسلامية في ليبيا بين الواقع ومجالات التطوير، برعاية الهيئة الليبية للبحث العلمي، بمشاركة واسعة من الأكاديميين والمصرفيين والخبراء والمشرّعين.
ويستمر مؤتمر المصرفية الإسلامية في ليبيا على مدار يومين متتالين ويأتي في سياق الجهود المبذولة لتقييم واقع المصرفية الإسلامية في ليبيا ومناقشة السبل العلمية والعملية لتطوير هذا القطاع الحيوي بما يواكب المستجدات العالمية.
ويعتبر مؤتمر المصرفية الإسلامية في ليبيا من أبرز الفعاليات المتخصصة في البلاد، إذ يسعى إلى خلق منصة تفاعلية لتبادل الأفكار والخبرات بين مختلف الفاعلين في القطاع المالي والمصرفي، مع التركيز على دور الابتكار والتكنولوجيا المالية في تطوير خدمات المصارف الإسلامية.
كما يعكس مؤتمر المصرفية الإسلامية في ليبيا اهتمام الجهات الرسمية والهيئات البحثية بدعم التطوير الاقتصادي والمالي وتعزيز كفاءة النظام المصرفي الليبي.
وشهد اليوم الأول للمؤتمر عرضا شاملا للواقع الحالي للمصرفية الإسلامية في ليبيا، حيث تناول المشاركون مختلف جوانب القطاع المالي، بما في ذلك التشريعات والسياسات المعمول بها والتحديات التي تواجه المصارف الإسلامية في توفير منتجات وخدمات تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية وأكد الخبراء على ضرورة تطوير الأطر القانونية بما يضمن استقرار القطاع ويعزز الثقة لدى العملاء.
كما تم عرض دراسة مقارنة بين التجارب الإقليمية والدولية في المصرفية الإسلامية والتي أوضحت أن نجاح هذا النوع من البنوك يرتبط ارتباطا مباشرا بمرونة التشريعات المالية وكفاءة الموظفين وتوافر منصات تقنية حديثة لتقديم خدمات مصرفية مبتكرة وقد أشاد المشاركون بتجربة المصارف الليبية، مع التأكيد على الحاجة إلى تحسين بعض الجوانب التنظيمية والرقابية لضمان التوافق مع المعايير الدولية.
وأشار عدد من الأكاديميين إلى أهمية دعم البحث العلمي في مجال المصرفية الإسلامية، من خلال دراسات متعمقة تتيح فهم الأسواق الليبية ومتطلباته وتطوير منتجات مالية مبتكرة تتناسب مع الاحتياجات المحلية، مع التركيز على تعزيز الشمول المالي وتشجيع المشاركة المجتمعية في القطاع المصرفي.
التكنولوجيا المالية في المصارف الإسلامية
يناقش المؤتمر دور الابتكار والتكنولوجيا المالية (FinTech) في تطوير المصرفية الإسلامية وبين الخبراء أن إدخال التكنولوجيا الحديثة يمكن أن يسهم في تسريع العمليات المصرفية وزيادة فعالية الخدمات وتقديم منتجات أكثر تنوعا وملاءمة للعملاء كما أكدوا على ضرورة اعتماد أنظمة دفع رقمية متطورة وتطوير منصات للتعاملات الإلكترونية بما يواكب التحولات العالمية.
وشدد المشاركون على أن المصارف الإسلامية في ليبيا بحاجة إلى دمج التكنولوجيا في كافة مستويات العمل، من خلال تطوير التطبيقات المصرفية والأنظمة المحاسبية المتقدمة وحلول إدارة المخاطر المالية كما تم التركيز على أهمية بناء كوادر بشرية مؤهلة في مجال التكنولوجيا المالية، قادرة على مواكبة التحديات الرقمية وتعزيز قدرة المصارف على تقديم خدمات آمنة وسريعة وفعالة.
بالإضافة إلى ذلك، تناول المؤتمر التحديات المرتبطة بالوعي المالي للعملاء وأهمية تفعيل برامج التثقيف المالي لتعريف المجتمع بمبادئ المصرفية الإسلامية، وشرح الفرق بين المنتجات التقليدية والإسلامية، بهدف زيادة قبول المستهلك وتعزيز دوره في الاقتصاد الوطني.
ويعد مؤتمر “المصرفية الإسلامية في ليبيا بين الواقع ومجالات التطوير” منصة مهمة لتبادل الخبرات وتقييم واقع القطاع المالي الإسلامي ومناقشة التحديات والفرص المتاحة أمامه وبينما يركز المشاركون على تقييم التشريعات والأنظمة الحالية، يشكل محور الابتكار والتكنولوجيا المالية فرصة حقيقية لتعزيز كفاءة الخدمات المصرفية وتوسيع نطاقها، بما يضمن تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة في ليبيا.

