انطلقت صباح الاثنين في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة أعمال قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي 2025، التي تعتبر واحدة من أبرز الفعاليات الاقتصادية والسياحية على مستوى المنطقة وذلك تحت شعار “بناء جسور من أجل النمو المستدام”، ضمن فعاليات القمة العالمية لمستقبل الضيافة (FHS World 2025) التي تنظمها شركة ذا بينش في فندق مدينة جميرا.
وتسعى القمة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياحية بين دولة الإمارات ودول القارة الأفريقية ودفعها نحو آفاق جديدة من التعاون، بما يسهم في دعم التنمية المستدامة وتنويع الاقتصاد في الجانبين، كما أنها فرصة لبحث سبل توسيع الشراكات الاستثمارية في القطاعات السياحية والفندقية والبنية التحتية واستعراض الفرص الواعدة في الأسواق الأفريقية التي تشهد نموا سريعا في مجال السياحة والاستثمار.
المشاركون في قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي 2025
وشارك في قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي 2025 أكثر من 350 شخصية من كبار القادة والمسؤولين الحكوميين والوزراء وصناع القرار من دولة الإمارات و53 دولة أفريقية، بجانب نخبة من المستثمرين ورواد الأعمال والمختصين في مجالات السياحة والفندقة والاستثمار.
وأوضح المنظمون أن قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي 2025 تمثل منصة استراتيجية لتبادل الخبرات بين القارتين ولبحث أفضل الممارسات في تطوير قطاع السياحة المستدامة، الذي يُعد من أهم محركات النمو الاقتصادي في أفريقيا والشرق الأوسط.
وسلطت الجلسات الافتتاحية الضوء على أهمية تطوير البنية التحتية السياحية والفندقية وتشجيع الاستثمارات المشتركة، وتسهيل حركة السياح ورجال الأعمال بين الإمارات والدول الأفريقية، بما يعزز التكامل الاقتصادي الإقليمي.
رسائل قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي 2025
وخلال قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي 2025، جرى التأكيد على الدور المحوري لدولة الإمارات العربية المتحدة بوصفها شريكا اقتصاديا رئيسيا في تنمية القطاع السياحي الأفريقي، حيث تحتل الإمارات مكانة متقدمة بين أكبر المستثمرين العرب في القارة، في مجالات تشمل الضيافة والطيران والنقل والخدمات اللوجستية والطاقة المتجددة.
وتهدف الإمارات من خلال هذه القمة إلى تعزيز استثماراتها في القارة السمراء عبر شراكات استراتيجية مع الحكومات والشركات الأفريقية، خاصة في ظل ما تمتلكه القارة من إمكانيات هائلة في مجالات السياحة البيئية والسياحة الثقافية والمنتجعات الساحلية.
وأيضا تم التأكيد على أن القطاع السياحي في أفريقيا يشهد انتعاشًا متزايدًا خلال السنوات الأخيرة، بفضل الجهود المبذولة لتحسين البنية التحتية وتشجيع السياحة الداخلية والدولية، مما يجعله من أكثر القطاعات الواعدة للاستثمار خلال العقد المقبل.
فرص قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي 2025
وركزت جلسات قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي 2025 في دبي على محور رئيسي هو “النمو المستدام في السياحة والاستثمار”، حيث جرى استعراض الخطط والمبادرات التي يمكن أن تسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة للقطاع السياحي، من خلال تشجيع المشاريع الصديقة للبيئة والاستثمار في الطاقة المتجددة وتبني حلول رقمية متطورة لإدارة الوجهات السياحية.
وناقش المشاركون التحديات التي تواجه قطاع السياحة في بعض الدول الأفريقية، مثل ضعف البنية التحتية وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق السياحية والحاجة إلى مزيد من التمويل والتدريب، مشيرين إلى أن التعاون مع الإمارات يمكن أن يسهم في معالجة هذه التحديات عبر تبادل الخبرات والاستثمارات.
وأكد عدد من المتحدثين أن السياحة المستدامة لم تعد مجرد خيار اقتصادي، بل أصبحت ضرورة لتعزيز النمو وحماية الموارد الطبيعية والثقافية، داعين إلى اعتماد سياسات متوازنة تضمن تحقيق العائد الاقتصادي دون الإضرار بالبيئة أو التراث المحلي.
اتفاقيات خلال قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي 2025
ومن المتوقع أن تشهد قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي 2025 توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين مؤسسات إماراتية وأفريقية، تشمل مجالات السياحة والفنادق والتدريب والاستثمار في البنية التحتية، إلى جانب إطلاق مبادرات لدعم المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة في القارة الأفريقية.
وستُعقد على هامش قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي 2025 في دبي سلسلة من الاجتماعات الثنائية (B2B) بين المستثمرين وممثلي الحكومات الأفريقية، لبحث فرص التعاون المباشر والتعرف على التسهيلات الاستثمارية التي تقدمها الدول المشاركة لجذب رؤوس الأموال الأجنبية.
أهمية قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي
ويأتي انعقاد قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي في وقت يشهد فيه قطاع السياحة العالمي تحولات كبيرة نتيجة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، حيث تسعى الدول إلى تنويع مصادر الدخل وجذب الاستثمارات المستدامة في ضوء التحديات البيئية والاقتصادية.
وتوضح الدراسات الحديثة أن أفريقيا تمتلك أكثر من 30% من الموارد السياحية غير المستغلة عالميا، ما يجعلها وجهة مثالية للاستثمارات المستقبلية، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد بالسياحة البيئية والثقافية والريفية.
ومن خلال قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي، تواصل الإمارات تعزيز موقعها كمركز إقليمي ودولي للضيافة والسياحة والاستثمار، حيث تمتلك بنية تحتية متطورة وشركات وطنية رائدة تعمل على توسيع نطاق أعمالها في القارة الأفريقية.
وتختتم قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي أعمالها بمجموعة من التوصيات التي تهدف إلى دعم التكامل بين الإمارات وأفريقيا في قطاع السياحة وإيجاد آليات تمويل مبتكرة للمشاريع المشتركة وتعزيز تبادل الخبرات في مجالات الإدارة والتسويق والتخطيط السياحي.
وأكد المشاركون في قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي أن التعاون بين الجانبين لا يقتصر على الاقتصاد فحسب، بل يشمل أيضًا تبادل ثقافي وإنساني يفتح آفاقا جديدة أمام المجتمعات والشعوب ويعزز مفهوم “السياحة من أجل التنمية”، الذي يربط بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية والاجتماعية.
تعد قمة الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي 2025 في دبي محطة جديدة في مسار الشراكة الإماراتية الأفريقية ورسالة واضحة على أن الاستثمار في السياحة يمكن أن يكون رافعة للتنمية والتقارب بين الشعوب.
ومع التزام الجانبين بتعزيز التعاون وبناء جسور التنمية المستدامة، يبدو المستقبل واعدا لقطاع السياحة في أفريقيا، خاصة مع دخول مستثمرين جدد من الإمارات يسعون لتطوير وجهات سياحية حديثة تعكس رؤية مشتركة للنمو والازدهار.

