شهدت العاصمة الجزائرية، اجتماعا دبلوماسيا مهما جمع بين الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا هانا تيتيه ووزير الدولة للشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية في الجزائر أحمد عطاف وذلك في إطار مواصلة التنسيق الإقليمي والدولي لدعم المسار السياسي في ليبيا.
وجدد الوزير أحمد عطاف تأكيد التزام الجزائر، إلى جانب دول الجوار، بمواصلة العمل من أجل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة ومستدامة في ليبيا، مشددا على أن بلاده تعتبر استقرار ليبيا جزءا أساسيا من استقرار المنطقة ككل.
وأوضح عطاف أن الجزائر تدعم بشكل كامل الجهود التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL) رأن التحركات الإقليمية التي تقوم بها الدول المجاورة تهدف إلى تكملة الجهود الأممية وليس استبدالها، بل تعزيز فاعليتها وخلق بيئة داعمة للحوار الليبي – الليبي.
دعم خارطة الطريق السياسية في ليبيا
وفي اللقاء، قدمت الممثلة الخاصة، هانا تيتيه، إحاطة شاملة حول خارطة الطريق السياسية التي عرضتها أمام مجلس الأمن الدولي في أغسطس الماضي، موضحة أبرز أهدافها والجدول الزمني المقترح، إضافة إلى التحديات التي تواجه تنفيذها على أرض الواقع.
وتتركز خارطة الطريق على جملة من النقاط المحورية، أبرزها:
- وضع إطار دستوري توافقي للانتخابات.
- دعم مسار المصالحة الوطنية.
- تعزيز وحدة المؤسسات الاقتصادية والعسكرية.
- تهيئة الظروف الأمنية الملائمة لإجراء انتخابات وطنية شاملة.
وأكدت تيتيه أن نجاح هذه الخارطة يتطلب تعاونا إقليميا وثيقا ودعما سياسيا حقيقيا من جميع الأطراف المعنية بالشأن الليبي.
وشدد الطرفان خلال المباحثات على أن العملية السياسية في ليبيا يجب أن تكون بقيادة وملكية ليبية كاملة وأن دور المجتمع الدولي والإقليمي يتمثل في تسهيل هذه الجهود ودعمها، لا فرض مسارات أو نتائج مسبقة.
وأكد الطرفان على أهمية العمل المتواصل من أجل إجراء انتخابات وطنية جامعة تعكس إرادة الشعب الليبي وتعيد الشرعية إلى المؤسسات، معتبرين أن الاستقرار السياسي يبدأ من صندوق الانتخاب وأن ليبيا تمتلك الإمكانيات اللازمة للانتقال إلى مرحلة جديدة إذا توافرت الإرادة والتوافق الوطني.
دور الجزائر في دعم الحلول السلمية
جاء هذا اللقاء في إطار دور الجزائر المتصاعد في الملف الليبي، إذ تعتمد الجزائر على مقاربة قائمة على:
- دعم الحوار بين الليبيين دون تدخل خارجي في قراراتهم السيادية.
- تنسيق الجهود مع دول الجوار لضمان أمن الحدود ومكافحة التهديدات المشتركة.
- الدفع نحو حل سياسي توافقي يمثل جميع الأطراف.
وتواصل الجزائر العمل مع الأمم المتحدة وبقية الأطراف الدولية لتقريب وجهات النظر، خاصة في ظل التطورات الأخيرة المرتبطة بالمسار السياسي والاقتصادي والأمني داخل ليبيا.
من جانبها، أكدت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة حرص البعثة على مواصلة العمل مع كل الأطراف الليبية بهدف تهيئة الظروف المناسبة لتنفيذ خارطة الطريق وإيجاد أرضية سياسية مشتركة تسمح بالانتقال إلى مرحلة الاستقرار الدائم.
كما أشادت تيتيه بالدور الجزائري، معتبرة أنه عامل دعم جوهري للمساعي الأممية، خاصة مع خبرة الجزائر في الوساطات الإقليمية وبعدها الجغرافي والسياسي الذي يجعلها طرفا قادرا على المساهمة في حل النزاعات بعيدا عن التجاذبات.
واختتم اللقاء بتأكيد الطرفين على استمرار التعاون بين الجزائر وبعثة الأمم المتحدة في ليبيا والعمل المشترك لدعم عملية سياسية شاملة تعيد الاستقرار إلى ليبيا عبر انتخابات وطنية تعبر بوضوح عن إرادة الليبيين.

